يبدو أنه كتب على الجمهور العربي الذي تابع مسلسل "باب الحارة" بأجزائه الأربعة أو بعض أجزائه أو بعض حلقاته أو بعض حلقة واحدة أن يتابع أيضا مسلسل المهاترات والأخبار الإعلامية عن الإشكاليات القائمة بين أعضاء فريق عمل المسلسل الذين كانوا.. والذين أتوا بدلاء.. والذين أقحموا والذين ماتوا أو "أميتوا"، للدرجة التي صار بها باب الحارة مخلوعا مثل باب "النجار" في المثل الشعبي، لكن الخلع والانخلاع والاستخلاع في مسلسل "باب الحارة" بانت حالاته منذ اختلف المخرج مع بطل من نجوم العمل فقضى على حياته بحركة سيناريو لم تكن بارعة.. ثم اختلف مع آخر فأخفاه وربما موّته فيما بعد حين يأتينا خامس الأجزاء.. واختلف مع ممثلة فاستبدلها بأخرى.. واختلف مع ممثل آخر فألغى دوره واصطنع شخصية جديدة لم تكن على مستوى الطموحات في التركيبة الدرامية وليس في الأداء.. إذ ظهر "النمس" مثل الجاسوس وظهر متنصتا على عقيد حارته في كل اللحظات والسكنات وكأنه ينام وقت نومه ويصحو حين يستيقظ الآخر.
ومن صرعات "باب الحارة" ما يحدث أخيرا من ملاسنات بين الكاتبين اللذين تناوبا على الأجزاء.. فـ"كمال مرة" الذي ظهر اسمه ككاتب للجزء الرابع يتهم "مروان قاووق" الذي ظهر اسمه على أجزاء سابقة بأنه يدعي ملكيته لفكرتي الجزء الرابع وكذلك الخامس.. والآخر يعتبر أن فكرته قد تم السطو عليها..
وإلى أن يتبين الناس الحقائق سيظل باب الحارة مخلوعا حتى ولو أردفوا خامس أجزائه بسادس لكاتب ثالث ربما يدخل على الخط وتزداد المشاحنات والاتهامات.. وربما ظهر كاتب رابع بمسلسل جديد عن "شبّاك" الحارة.. الذي قد ينافسه آخر بمسلسل "طاقة الحارة".. و"دريشتها".. ويبقى المشاهد العربي هو الهدف الرمضاني للباب والشباك والمدخنة.